شو حَدّك يا مِتوالي حتى تِتْعَدّى عالكار
إمشي وروح من قْبالي أحسن ما دِبَّك بالنار
إنتِ مش من أمثالي ولا بتبلغ ربع المقدار
.......
بونا الخوري حكالي عصرية عيد الميلاد
قلي إنو المتوالي أنجس من كلبٍ أزعر
بهذه الابيات مساء ليلة عرس في بلدة طيرشيحا الواقعة قرب مدينة عكا من أرض فلسطين ابتدأ الشاعر داوود كرم النصراني ابن بلدة «البْقَيْعة» من أراضي عكا هجومه وتجريحه بحق الشاعر العاملي محمود حداثا المتوالي.
حفلة العرس تلك كان قد أقامها أحد وجهاء البلدة في احدى الليالي من عام 1311 للهجرة (1893 م ) وحضرها عليّة القوم من المناطق المجاورة في ذاك الزمن يتقدمهم قاضي عكا الشيخ صالح الطيرشيحاني رأس الطريقة الشاذلية في زمانه مع عدد من الوجهاء، وكان هذا الشاعر النصراني مدعوا لاحياء تلك السهرة بأشعاره ورداته.
وكان أن صادف في تلك الليلة وجود شاعر شاب يدعى محمود قاسم من بلدة حاريص في جبل عامل المجاور لأرض فلسطين، وكان هذا الشاب قد انتقل الى بلدة جويا منذ صغره ليتخذها محل إقامة له وليكسب من ابناءها تعلم مهنة كانت رائجة وقد اشتهر أبناء تلك البلدة بها فراح يتجول بين القرى والمدن في مهنته ليكسب لقمة عيشه من كد جبينه في عمله وهو تبييض أوعية النحاس.
وقد تزوج هذا الشاب من بلدة حداثا فصار يعرف باسم محمود حداثا.