||   أهلاً بكم في كتاباتي .. زُواراً وقُرَّاء ... مع خواطرَ وذكريات .. مقالات وحكايات ..صور وتسجيلات ..أسئلة وإجابات..مع جديد الاضافات ، أدونها في هذه الصفحات .. مصطفى مصري العاملي   ||   يمكنكم متابعة البرنامج المباشر أئمة الهدى على قناة كربلاء الفضائية في الساعة الرابعة عصر كل يوم اربعاء بتوقيت كربلاء . ويعاد في الخامسة من فجر كل يوم الخميس .   ||  

حكمة الساعة :

قَالَ علي (ع) عَيْبُكَ مَسْتُورٌ مَا أَسْعَدَكَ جَدُّكَ .

البحث في الموقع :


  

الكتب :

  • كتاب رحلة في عالم الصلاة
  • كتاب رحلة في عالم الصلاة
  •  مناسك الحج والعمرة مع شرح وملحق استفتاءات
  • الطهارة مسائل واستفتاءات
  • كتاب التقليد والعقائد
  • شرح منهاج الصالحين، الملحقات الجزء الثالث
  • شرح منهاج الصالحين، المعاملات الجزء الثاني
  • شرح منهاج الصالحين، العبادات الجزء الاول
  • رسائل أربعين سنة

جديد الموقع :



 أماه ... لقد تغير كل شيء .. فمتى اللقاء؟

 حديث حول المرجع الراحل السيد الروحاني وبيان ارشادي لمقلديه

 الاعلان عن موعد تشييع المرجع الراحل

 الوكيل العام لسماحة السيد الروحاني قدس سره ينعاه

  رحم الله آبا آمنة.. له مع أئمة الهدى بصمات لا تنسى

 من أهم ما يهدى الى الميت بدقائق

 كيف يتحمل عقل الانسان العادي احداث المنايا والبلايا

 إضحك مع مغالطة ( والله العالم ) من منكري التقليد

 لا تغضبوا المتوالي.. ولو قيدته الشريعة..

 لماذا اخر الامام علي (ع) صلاة العصر وكرامة رد الشمس ؟

 كشف حقيقة خالد ابن الوليد !!

 رؤية الهلال بين العين الطبيعية والعين المسلحة

 رؤية الهلال بين اتحاد الافق و اختلاف الافق

 هل قال علي (ع) هذا الكلام ؟كلام منسوب للأمير (ع) بين الإفراط والتفريط

 هل أغاثهم علي (ع) قبل ولادته ؟

مواضيع متنوعة :



 مع دعاء اليوم السابع والعشرون من شهر رمضان المبارك

 وفي ليلة الاربعين يا شيخ مرتضى.. اخترتَ الرحيل.

 مع الزهراء صفية المصطفى - الحلقة 223

 رحلتي الى أعظم حجّ في التاريخ .. الى كربلاء- الحلقة الاولى

 تعليق على مقال حول بناء حسينيات طريق الاربعين

 علي عليه السلام في القرآن ج15 - الحلقة 252

 أولي الامر في تفسير المسلمين ج1- الحلقة 20

 تشريع النبي (ص) وتشريعات الخليفة الثاني ج12 - الحلقة 152

 أخبار النبي (ص) بقتل الإمام الحسين عليه السلام - الحلقة 11

  محاضرات رمضانية في الصحن الشريف للعتبة الحسينية – اليوم الثامن

 هل تقرر إعدام لبنان؟ ( الحلقة الاولى)

 ماذا لو عاد الزمن الى الوراء!!! لقد انتهت أيام الخداع

 منطلقات النهضة الحسينية

 أبو أحمد البغدادي يقول - لا يمكننا الإعتماد على تفاسير علماء التفسير !؟

 مع دعاء اليوم الحادي عشر من أيام شهر رمضان المبارك

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 3

  • الأقسام الفرعية : 32

  • عدد المواضيع : 685

  • الألبومات : 5

  • عدد الصور : 36

  • التصفحات : 6747663

  • التاريخ : 19/03/2024 - 08:21

 
  • القسم الرئيسي : كتاباتي .

        • القسم الفرعي : خواطر .

              • الموضوع : شفاء امرأة من مرض خطير ...هل يظهر المهدي المنتظر ليشفي مريضا؟ .

شفاء امرأة من مرض خطير ...هل يظهر المهدي المنتظر ليشفي مريضا؟

هل يظهر المهدي المنتظر ليشفي مريضا؟

 

دخل ابو مصطفى الى مقر عمله الكائن في مدينة النبطية بعد عطلة عاشوراء وهو على غير حالته التي اعتاد عليها، وجه كلامه الى زميله ابي علي قبل السلام وقبل الكلام قائلا: الحق معكم، كنت مشتبها، لقد تلمست الحقيقة.

لم يدرك أبو علي شيئا من كلام ابي مصطفى ، ولم يعرف ماذا يقصد، واختلط عليه الامر ، هل أنه يتحدث عن شيء معين، أم أنه يمزح أم ماذا ؟

لم يخطر ببال ابي علي في تلك اللحظة ان زميله أبا مصطفى يشير الى الموضوع الذي طالما تناقشا حوله وهو ما يعتقده المسلمون الشيعة من وجود الامام الثاني عشر المهدي المنتظر حيا منذ غيبته الكبرى التي تلت غيبته الصغرى، وهم بهذا الوصف يختلفون عن بعض شرائح المسلمين الذين يعتقدون بأن المهدي المنتظر سيولد ويخرج، ولكن يتفقون مع الشيعة على أنه من ولد فاطمة الزهراء عليها السلام. وبالتالي فإن عقيدة الايمان بالمهدي مجمع عليها عند جميع المسلمين، وإن اختلفوا في بعض التفاصيل.

لم يكن لأبي مصطفى تعمق في التزامه الديني، وهو الموظف الرسمي في وزارة الاسكان والتعاونيات منذ فترة زمنية طويلة – والتي تحولت الان الى المديرية العامة للاسكان والتعاونيات -  والذي يسكن في بلدة تقع على الحدود مع الارض المحتلة، وله علاقات وصلاة مع مختلف الاطياف الدينية والمذهبية والسياسية للمجتمع اللبناني المتنوع، كونها من منطقة الشريط الحدودي الذي يضم سكانا لبنانيين في الجنوب اللبناني ينتمون الى عدة طوائف مذهبية.

وكان يتبنى ما يسمعه من الاخرين حول الاعتقاد بالمهدي المنتظر، ويتناقش مع أبي علي باستمرار ، و كان يطلب منه الادلة المقنعة على بقاء المهدي المنتظر طوال هذه الفترة الطويلة من السنين.

كانت مواضيع هذا النقاش غائبة عن ذهن أبي علي في تلك الساعة التي سمع فيها هذا الكلام من ابي مصطفى ، وراح يتأمل في وجهه فلم ير إلا مظاهر الجد ، فوجه كلامه الى ابي مصطفى قائلا:

ماذا تقول؟ وماذا تقصد؟ وعما تتحدث؟

اجابه: الحق معكم فيما كنت تقوله عن الامام المهدي المنتظر، ولم يعد لدي أدنى شك في ذلك، فما حصل وشاهدته لا يترك مجالا لأدنى شك.

تغيرت نبرة أبي علي في كلامه مع ابي مصطفى بعدما استمع منه الى هذا الكلام، الذي يحكي تحولا مفاجئا وأراد أن يعرف سر هذا التحول ، إذ لا شك أنه لن يكون امرا بسيطا لما يعرفه من اسلوب تفكير ابي مصطفى، والتفت اليه قائلا:

ما الذي حصل حتى جعلك تغير افكارك الى هذا المستوى من الاطمئان واليقين بعد ان كانت تعتريه حالة من الشك ؟

أجاب ابو مصطفى : لن يكون الكلام معبرا بقدر المشاهدة، سأصحبك لترى بعينك ما لم يكن يخطر بالبال.

وأردف ابو مصطفى قائلا: لو أن شخصا حكى لي ما تلمسته لما صدقته، فابنة عمتي والتي تسكن بالقرب منا تعيش حالة مرضية منذ اربع سنوات وأنا أدرى الناس بوضعها وحالتها وقد تطور وضعها الصحي من سيء الى أسوأ وصولا الى حالة العجز التام.

هذا ما اعرفه عن حالتها الصحية ، واما الان فيمكنك ان تذهب وتراها وتسمع منها ما حصل معها، إنها عادت الى احسن حالاتها وكأن شيئا لم يكن.

يمكنك الاطلاع على نتائج الفحوصات الطبية لها قبل شهر ، وقبل أيام لترى امامك حقيقة  ناصعة ليس لها جواب مقنع عند الاطباء، وليس لها تفسير إلا تصديق ابنة عمتي فيما حصل معها ، وهو يعني التصديق والتسليم بما تعتقدونه.

***

جاء عمي ابو علي قبل أيام ليحكي لنا القصة ، واقترح ان نذهب سويا لمشاهدة تلك المرأة والاستماع اليها وتوجيه ما نرغب من اسئلة، وجرى الاتفاق على تحديد موعد لهذه الزيارة هو بعد ظهر يوم الاحد الماضي في 27 محرم الموافق 26 شباط 2006.

لم أتمكن من الذهاب في الموعد المحدد وذهب ابني مع جده وعادوا مساء ليحكوا لنا أمرا عجبا.

إن معجزة عيسى عليه السلام بشفاء المرضى تكررت في ليلة السابع من محرم .

سمعت الحكاية من والدي واطلعت على بعض الصور من ابني الذي نقل صورة دقيقة تؤكد حقيقة القصة التي حصلت ولا تترك مجالا لأدنى شك.

ازددت شوقا لكي أذهب بنفسي  لأرى وأسمع واصطحبت معي اضافة الى عمي ثلاث أشخاص كي نتبين الامر من جميع الجهات، وكان موعدنا يوم الاربعاء الماضي .

 

بوابة فاطمة

من لم يسمع في لبنان أو خارج لبنان أسما رددته الاذاعات، وكتبت عنه الصحف ، ونشرت له الكثير من الصور وخاصة في الفترة التي تلت الاندحار الاسرائيلي من جنوب لبنان في 24 أيار من عام 2000 م .

اسم لمكان أمته الوفود من كل حدب وصوب حتى صارت له رمزية يعبّر فيها حتى الفنانون والسياسيون عن موقف برمي حجر فوق شريط شائك يفصل منازل تلك القرية الجنوبية عن اراضي فلسطين المحتلة التي أقام عليها المعتدون ما يسمى بدولة اسرائيل.

انها بوابة فاطمة، حيث يقبع في الجهة الاخرى من السياج وخلف متاريس وغرف اسمنتية محصنة بضعة جنود يراقبون الحركة عند تلك البوابة، وتراهم أحيانا يستعملون نفس اسلوب المواطنين فيرشقون بعض من يقف بالحجارة، لتغدوا الحجارة تعبيرا مشتركا عن حالة من العداء المتبادل التي لم يخفف منها طغيان القوة لدى الاسرائيليين الذين سيطروا على المنطقة المقابلة لفترة زمنية زادت عن اثنين وعشرين عاما، بل زادتها حدة حالة التوازن الفريدة في معادلة الردع المقاوم لحفنة ما راعهم تفوق في العديد والعدة، بل كانوا يستمدون قوتهم من حلم ينتظرون تحققه يوما ، ألا وهو قيام دولة العدل الالهي على يد المهدي المنتظر والذي ستنتهي في أيامه كل قوى الطغيان والجبروت من على وجه البسيطة.

عند ام جعفر

قبيل الثالثة من عصر الاربعاء الماضي مررنا بجانب تلك البوابة الرمز، ونحن متجهون الى منزل ام جعفر.

منزل ام جعفر لا يبعد عن بوابة فاطمة اكثر من خمسماية متر، فهل للمكان علاقة بما جرى؟ لا أدر.

ولكنها خواطر تواردت في ذهني وانا امر بجانب المكان ثانية بعد ان التقينا بأم جعفر.

في تمام  الساعة الثالثة من بعد ظهر الاربعاء الاول من شهر آذار الحالي  كنا امام منزل عادي من منازل بلدة كفر كلا ، خمسة أشخاص كنا وسادسنا ابو مصطفى .

مدخل المنزل لا يتسع لاكثر من سيارة واحدة وكان علينا ان نصعد درجا طويلا بعد ان استقبلنا شاب مرحبا بنا.

أوصلنا الدرج الى فسحة تطل على حديقة منزل مزروعة بأنواع مختلفة من الاشجار المثمرة فغدت بستانا صغيرا، ونتجاوز الفسحة الى ممر يفضي بنا الى باب غرفة الجلوس .

نستأذن بالدخول فنسمع صوت امرأة تقول لنا تفضلوا.

تستقبلنا واقفة امراة لم تنه العقد السابع من عمرها بعد مرتدية منديلا ابيضا مرحبة بنا طالبة منا الجلوس.

انها ام جعفر.

اسمها: محمودة حسن موسى، أرملة رجل من آل شيث.

لها من الاولاد أربع شباب وسبع بنات كلهم متزوجون، ولها عدد من الاحفاد.

في السابع والعشرين من كانون الثاني الماضي أي قبل محرم بأيام زف ابنها الصغير عروسه دون عرس قبل شهري محرم وصفر لأن ام جعفر كانت تتوقع أنها تعيش أيامها الاخيرة وبالتالي فإن ساعة رحيلها التي كان يشعر الجميع انها صارت قريبة ستؤثر على هذه الاسرة ولذا أرادت ان تزيل أي عقبة محتملة امام ابنها الصغير الذي يعمل نجارا فأحضر عروسته من البلدة القريبة لكفر كلا وهي العديسة دون اية احتفالات او مراسم عرس تحلم بها كل فتاة وكل شاب.

هذا ما كان قد نقل الينا عن ام جعفر بعد زيارة الوالد منذ ايام.

واما ما أردنا سماعه منها مباشرة فقد طلب منها احد الشباب ان تسمعنا حكايتها منذ البداية:

شفاء ام جعفر

قالت لنا ام جعفر بلغة الواثق والمطئمن الذي شاهد ما لم يشاهده غيرها وتلمس ما بدت آثاره للجميع :

كنت في مساء اليوم السادس من محرم الحرام ، أي في ليلة السابع وهي الليلة المخصصة لشهادة العباس عليه السلام، كنت جالسة على سرير المرض في هذه الغرفة ، وكان سريري في هذه الزاوية وأشارت الى الزاوية الغربية الجنوبية من الغرفة حيث كان سريري باتجاه هذه المدفأة، كان الوقت قريبا من موعد مجلس العزاء الذي يقام في كل ليلة في بلدتنا، أرادت ( كنتي) – زوجة ابني – ان تبقى بجانبي بعد ان ذهب الجميع لحضور العزاء، قلت لها: كلا يا ابنتي لن احرمك حضور مجلس العزاء بسببي اذهبي ولا بأس علي من البقاء فريدة فأنا في السرير ولا احتاج شيئا.

خرجت زوجة ابني وتركت شباك الباب مفتوحا بعض الشيء كي يتمكن أي قادم من ان يمد يده و يفتح الباب كما جرت العادة منذ فترة.

جميع من يرغب بزيارتي يعلم انني لا أستطيع القيام فيفتح الباب بيده بعد ان يمد يده من الشباك.

بقيت وحيدة في المنزل ، وتذكرت أيام مشاركاتي في مجالس أبي عبد الله الحسين ونشاطي في ايام عاشوراء وتحسرت على عدم تمكني من الذهاب والمشاركة في هذا العام  بعد أن أقعدني المرض طريحة الفراش.

يأخذ ابو مصطفى الحديث شارحا لنا وصفا لبعض حالتها كان قد سمعه الوالد منها قبل ايام  قائلا: لقد مضى اربع سنوات على اصابتها بهذا المرض، عانت الكثير في السنتين الاوليتين، ثم ساءت حالتها اكثر نتيجة حالة التشمع في الكبد فانعزلت في السنتين التاليتين عن الناس بعد أن كانت اجتماعية في علاقاتها بامتياز، ولم تعد تتمكن من زيارة احد وصارت حبيسة البيت نتيجة الاوجاع والالام والتورم الحاصل في رجليها وبطنها، والاسوداد في لونها فرغم أنها سمراء اللون إلا أن لونها نتيجة المرض صار اقرب الى السواد منه الى السمرة.

تتدخل ام جعفر لتؤكد كلامه قائلة : لقد صار وجهي يشبه هذه الجاكيت وتشير بيدها الى جاكيت من الجلد الاسود يلبسها عمي ابوعلي.

أما عن وضعها الصحي في الفترة الاخيرة فيشرح لنا ابنها قائلا:

لقد تدهورت حالتها الصحية في الشهرين الاخيرين الى أبعد الحدود ونقلت الى المستشفى الحكومي وأجريت لها الفحوصات وأعيدت الى المنزل بعد أن شخص الاطباء تدهورا في عمل الكبد تجاوز السبعين بالمائة من حالته الطبيعية مما تسبب بتلك الانعكاسات الظاهرة لحالتها المرضية. – وأن الكبد يعمل بنسبة 27% -

وكان الجميع يرى ان وضعها ميؤوس منه ولذا استعجلنا بزفاف عروسة اخي الصغير اليه قبل أن يحصل المكروه.

ما شاهدته ام جعفر

تعود ام جعفر الى الحديث: في تلك الساعة رحت أتوسل بالحجة المنتظر وبالخضر (الاخضر )  وأتحسر على عدم تمكني من المشاركة بعزاء سيد الشهداء متمنية لو كنت أملك القدرة كي اذهب واشارك كما كنت في حياتي.

تتوقف في كلامها للحظات وكأنها أنتقلت الى عالم آخر ثم تتابع قائلة:

 وفي الاثناء دخل شخصان لم التفت اليهما كيف دخلا ولكنهما فجأة دخلا وتقدم احدهما ووقف بين السرير والحائط بينما وقف الاخر في قبالي.

لم أشعر بوجل او خوف بل قلت لهما:

من أنتما؟ وماذا تريدان؟

أجاب أحدهما: أنتِ التي دعوتنا وها نحن قد حضرنا.

قلت : أنا دعوت الحجة والخضر وتوسلت بهما ولم اطلب أحدا آخر.

أجابني قائلا: انا الحجة .. وهذا الخضر.. فماذا تريدين؟

قلت له: اريد ان اتمكن من المشاركة بعزاء سيد الشهداء، وقد حرمت منه بسبب المرض.

تقدم نحوي ومسح بكلتا يديه على ثوبي من محاذاة رقبتي الى اعلى مفصل القدم.

ومع تلك المسحة شعرت ان كل الالام قد زالت من جسدي، ولكن لم ادرك انني شفيت مما أنا فيه.

فقال لي: قومي وامشي.

قلت له: لا استطيع بدون عصا، او مساعدة من احد.

أجاب: بل قومي فإنك لن تحتاجي عصا بعد اليوم .

قمت من السرير وسرت خطوات في ارض الغرفة ثم رجعت الى السرير .

تيقنت حينها من أن ما يقوله هو عين الحقيقة فالآلام قد زالت، واستطعت ان اقوم وامشي بدون اية مساعدة ، فقلت له: كيف جئتم؟

أجاب: على المهر.

أردت سؤاله وأين تم ربط المهر لأعرف من أي جهة قدم، فلم استطع السؤال إذا أنه قال لا تسألي عما لا يهمك، وخرجا كما دخلا دون ان يحدثا أي صوت.

أسألتي لام جعفر

سألتها: وكم من الوقت أخذت هذه الحادثة ؟

أجابت: لم تتجاوز اربع دقائق.

سألتها: وهل زال الالم نهائيا من جسدك؟

قالت : لم تصل يده الشريفه الى كاحل قدمي اليسرى لذا لا أزال اعاني عندها من بعض الالام ، اما غير ذلك فقد عاد جسمي الى طبيعته.

قلت لها: وكيف عرف اولادك بالامر ؟

قالت: ما أن خرجا حتى قدم ابني فوجد الباب مغلقا والشباك مغلقا أيضا على غير العادة، علما أنني لم اسمع صوت اغلاق باب او شباك ، وعندما وجده مغلقا نادى من خارج الباب قائلا: أماه من الذي اغلق الباب والشباك ؟ هل أنك يا اماه لا ترغبين بأن ندخل المنزل الليلة؟!

قمت الى الباب بكل همة ونشاط وفتحت الباب ، وكانت مفاجأة لابني أن يراني افتح الباب دون ان استعمل العصا، فسألني : ماذا جرى؟

أجبته: هل شاهدت الشخصين الذين خرجا قبل قليل من هنا؟

قال : كلا .

ذهل ابني وهو يراني على هذه الحال.

وهنا يأخذ ابنها الكلام فيقول: اتصلت بأخي ثم بأخواتي لأقول لهم كلمة واحدة :( أمي طابت) ، أي أن امي قد شفيت.

وراح الجميع يحضر الى المنزل ويرون ام جعفر وقد عادت الى حالتها الطبيعية.

وفي اليوم الثالث تخرج من المنزل مشيا للمشاركة في المسيرة الحسينية التي تقام في البلدة، ينظر الناس الى ام جعفر تسير في المسيرة بدون عصا وقد عادت اليها قواها وهي تحكي لهم ما حصل معها.

وجهت اليها سؤالا : وهل تم اجراء فحص طبي مجددا ؟ وما هي النتيجة؟

تجيب ام جعفر قائلة: عندما راجعت الطبيب قال : قد يكون شفاءها الحالي نتيجة العلاج والدواء.

صرخت فيه قائلة: أي دواء تتحدث عنه؟ الذي يستطيع ان يزيل كل آلامي وآثار المرض الظاهرة في لحظة واحدة؟

وعن نتيجة الفحص الجديد يجيب ابنها قائلا: أن الطبيب قال بأن التشمع لا يزال موجودا حول الكبد ولكن عمله الان يسير بشكل طبيعي Normal.

الاوصاف

قلت لام جعفر وما هي أوصاف هاذين الشخصين وماذا يرتديان؟

أجابت بأن الشخص الذي قال لي الحجة عنه أنه  الخضر كان بدينا بعض الشيء ويرتدي ثوبا أخضر ولم أتأمل وجهه كونه وقف بجانب السرير لجهة الحائط.

أما الذي عرفني عن نفسه بأنه الحجة فكان يبدوا ان عمره يتراوح بين 40 و45 سنة، وليس بالطويل ولا بالقصير، حنطاوي اللون ، أسود الشعر الذي بدا منه اليسير من تحت غطاء الرأس الذي يرتديه، جميل اللحية، على خده الايمن خال. ويرتدي ثوبا اسودا طويلا وفوقه عباءة سوداء، وكذلك غطاء على الرأس اسود اللون.

سألتها : ما لون عينيه وهل حاجباه متصلان؟

قالت: لم ألتفت الى  حاجبيه لأني لم أحدق النظر في عينيه.

***

وبعد تناولنا لاطراف الحديث قامت ام جعفر لتودعنا ووقفت مع ابنها في الخارج بعض الوقت ليخبرني بأن لوالدته التي عانت الكثير في حياتها  حالات سابقة  فيما يتعلق بوضعها الصحي ولكنها لم تصل الى مثل هذه الحالة ومنها على سبيل المثال حادثة حصلت معها منذ حوالي ست سنوات عندما أزالت بواسطة الجراحة كيسا من الدهن كان في رقبتها ولكن نزيف الدم استمر بعد ذلك لفترة طويلة مما سبب لها انزعاجا فتوسلت بالسيدة زينب عليها السلام ، وفي تلك الليلة شاهدتها في المنام تمسح لها على محل الجرح لتستيقظ في اليوم التالي وقد برأت من آثار الجرح.

وقد أخبرني بأنهم رفضوا استقبال وسائل الاعلام كي لا يؤدي ذلك الى توافد الكثيرين الى منزلهم وهذا ما لا طاقة لهم به. علما أنهم تلقوا بعض الاتصالات الهاتفية من عدد من الاشخاص المستفسرين.

إفادات أهل القرية

خرجنا من منزل ام جعفر لنعبر بجانب بوابة فاطمة في طريق عودتنا وجال في خاطري ان نسأل بعض أهل القرية عن قناعتهم ، فنزل بعض  من معي من الشباب امام دكان عنده بعض الزبائن وكان جواب الجميع مؤيدا ما سمعناه من ام جعفر ، ولم نكتف بدكان بل وقفنا في الجهة الاخرى عند دكان آخر وقد أجمع الجميع على تأكيد ما يعلموه عن ام جعفر من أنها كانت مقعدة وشفيت في ايام عاشوراء، لذا لم يكن أمامنا الا الاكتفاء بهذه الشهادات من ابناء البلدة.

مع الطبيب

علمت من ابنها اسم الطبيب الذي أشرف على علاجها في الفترة الاخيرة  وهو من بلدتنا ، فطلبت من طبيب تربطني به صلة القرابة أن يتصل بهذا الطبيب ويستقرأ رأيه ، ولم أعط اسم المريضة ، فاتصل به وسأله عما لديه عن امرأة من كفر كلا، وسرعان ما أجاب الطبيب المعالج بأنها : محمودة حسن موسى من كفر كلا.

وأكد له أنها كانت تعاني من تورم في رجليها وكذلك في بطنها نتيجة تشمع في الكبد. وقد وصف لها دواء يساعد على تنشيط عمل الكبد.

وبذلك تكون شهادة الطبيب المعالج عن حالتها الصحية السابقة متطابقة مع ما سمعناه من ام جعفر وابنها عن حالتها.

التقيت بطبيب آخر مختص فاستفسرت منه عن الجواب العلمي لهذه الحكاية.

فقال: أما من الناحية الطبية فيمكن ان يعمل الكبد بشكل طبيعي حتى ولو لم يبق منه سليما سوى 20% ، وبالتالي فمن الممكن ان تحصل تهيئات للشخص المريض ويجزم بأن ما رآه هو حقيقة وليس خيالا.

ولكن حالة الشفاء لا يمكن ان تحصل الا بشكل تدريجي .

أما أن ترتفع الالام والاثار لهذا المرض بشكل مفاجئ فهذا ما لا نجد له تفسيرا علميا.

وهنا يذهب بي الخيال الى ما حكاه لنا القرآن الكريم :

إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ [المائدة : 110]

إن هذه جميعا ليس لها أي تفسير علمي.

أليس المسيح في اعتقادنا سيعود يوما ليصلي خلف المهدي المنتظر؟

***

كنت قد طلبت من ابنها ان يحضر لي صورا عن الفحوصات الطبية السابقة واللاحقة لاثبات ما قاله، ولكن بعدما سمعته من الطبيب المعالج لم يعد لي من حاجة للاثبات ، إذ انه رغم تفسيره لما حدث من أنه من أثر العلاج، إلا أن ما يقف عنده الانسان هو الحالة السريعة في ذهاب الالم وعودة القوة والنشاط والحيوية والتي لا يجد لها الاطباء تفسيرا علميا.

فالطب بكونه علما نظريا تجريبيا له جانب قطعي الدلالة ، وله جانب ظني مبني على فرضيات واستنتاجات قد تتطابق مع الواقع وقد يكتشف الاطباء خلاف ما كانوا يعتقدون به.

فالحكم بوجود مرض مما يصل اليه الطب على نحو القطع واليقين ، وأما التحليل في بيان السبب، او تحديد العلاج فهو أمر نظري قابل لأن يتبدل ويتغير.

لقد كان من الشائع طبيا حتى زمن قريب ان مرض القرحة الذي يصيب المعدة هو حالة من التقرحات التي تصيب جدار المعدة والتي كانت تستدعي احيانا عملية جراحية ، وتعالج بأدوية تخفف من الاثار، وأن عددا من الاطعمة كالحر والبهارات يساهم في هيجان القرحة ، وكان الاطباء ينظرون الى ذلك نظرة المسلمات ، وقد عانيت من هذه الحالة اكثر من خمسة عشر سنة ، ولكن ومنذ سنوات قليلة تغيرت هذه النظرية أمام الاكتشافات الجديدة التي ترى ان سبب القرحة هو جرثومة او بكتيريا تلتصق بجدار المعدة وأنها قابلة للشفاء من خلال دواء خاص لايام معدودة وبالتالي لا يبقى للقرحة أثر ، وهو ما جربته منذ سنوات ولم أعد أشعر بشيء من تلك العوارض.

هذا هو الطب في جانبه التجريبي .

لقد ذكرتني حكاية ام جعفر بحكاية شاب في مدينة مشهد شفي من سرطان الدم منذ سنوات وإنشاء الله أنقل قصته مفصلا في موضوع آخر فهل ما حصل مع ام جعفر هو كرامة من الكرامات؟ أم حالة عابرة مؤقتة؟

هذا ما سيجيب عنه المستقبل .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2006/03/04   ||   التصفحات : 13159



كتابة تعليق لموضوع : شفاء امرأة من مرض خطير ...هل يظهر المهدي المنتظر ليشفي مريضا؟
الإسم * :
الدولة * :
بريدك الالكتروني * :
عنوان التعليق * :
نص التعليق * :
 

التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : ابو عبد العزيز العمري من : السعوديه ، بعنوان : وتستمر خرافاتكم الله يعين عامتكم في 2011/11/27 .

قرأت القصه فاذا هي قصه كغيرها من القصص فيها الكثير من الايهام بداية من الاسماء والامكنه والازمنه وغيرها وهي لاتختلف عن بقية الخرافات التي تلقون بها على مسامع الناس لاستدرار عطفهم وفلوسهم ايضا الكفريات الواضحه ومن المعلوم ان الاستعانه والاستغاثه لاتصرف الا لله وحده اما الخضر والاخضر فهذي قصه وايحاء آخر المشكله ان الناس لاتتدبر القرآن ولو قراءوه لا ستغنوا عن قصصكم .

تعليق المشرف: يبدو أنك يا عزيزي لم تتدبر قوله تعالى .. لقد كان في قصصهم عبرة.. ولكنها .. لأولي الالباب..

كم حكى القرآن من قصص ليعتبر بها المعتبرون.. ولكن ماذا نفعل بمن ران على قلوبهم..

اخلع يا عزيزي عن قلبك تلك الغشاوة و اقرأ الموضوع ثانية بتجرد وتمعن وتفكر.. عل في داخلك جذوة تضيئ دربك نحو الحقيقة..



• (2) - كتب : ناطق عبدالرضا حسين من : العراق ، بعنوان : المستقبل هو الامام المهدي في 2012/09/13 .

بسم الله الرحمن الرحيم ليس بالضرورة ان يبقى الشفاء مستمر اذ يبتلى المؤمنون على قدر ايمانهم ومن المعلوم بالضرورة ان الانسان لايداوم على العافية طول عمره اا مؤمن فيبتلى واما كافر فيزداد مرضا على مرض وان اقبل يدك ياشيخ التي كتبت هذا المقال وادعوك لنشر قصة الشاب الايراني واقول لابي عبدالعزيز ان تستغيث الله ان ينجوك بمرض اخطر من مرض هذه المراة المؤمنة وهو مرض القلب شافاك الله منه ولا ادري تؤمنون بقصة تميم الداري والجساسة وانه كان يعيش منذ زمن النبي وهو كافر ولا تؤمن ببقاء اولياء الله مدة ليست بطويلة واخير ياشيخي العزيز فداك عمري اقول زد من كرامات اهل الله وذكرهم بايام الله


كتاباتي : الشيخ مصطفى محمد مصري العاملي ©  www.kitabati.net     ||    البريد الإلكتروني : mostapha@masrilb.net    ||    تصميم ، برمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net