||   أهلاً بكم في كتاباتي .. زُواراً وقُرَّاء ... مع خواطرَ وذكريات .. مقالات وحكايات ..صور وتسجيلات ..أسئلة وإجابات..مع جديد الاضافات ، أدونها في هذه الصفحات .. مصطفى مصري العاملي   ||   يمكنكم متابعة البرنامج المباشر أئمة الهدى على قناة كربلاء الفضائية في الساعة الرابعة عصر كل يوم اربعاء بتوقيت كربلاء . ويعاد في الخامسة من فجر كل يوم الخميس .   ||  

حكمة الساعة :

قَالَ علي (ع) مَنْ حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ .

البحث في الموقع :


  

الكتب :

  • كتاب رحلة في عالم الصلاة
  • كتاب رحلة في عالم الصلاة
  •  مناسك الحج والعمرة مع شرح وملحق استفتاءات
  • الطهارة مسائل واستفتاءات
  • كتاب التقليد والعقائد
  • شرح منهاج الصالحين، الملحقات الجزء الثالث
  • شرح منهاج الصالحين، المعاملات الجزء الثاني
  • شرح منهاج الصالحين، العبادات الجزء الاول
  • رسائل أربعين سنة

جديد الموقع :



 أماه ... لقد تغير كل شيء .. فمتى اللقاء؟

 حديث حول المرجع الراحل السيد الروحاني وبيان ارشادي لمقلديه

 الاعلان عن موعد تشييع المرجع الراحل

 الوكيل العام لسماحة السيد الروحاني قدس سره ينعاه

  رحم الله آبا آمنة.. له مع أئمة الهدى بصمات لا تنسى

 من أهم ما يهدى الى الميت بدقائق

 كيف يتحمل عقل الانسان العادي احداث المنايا والبلايا

 إضحك مع مغالطة ( والله العالم ) من منكري التقليد

 لا تغضبوا المتوالي.. ولو قيدته الشريعة..

 لماذا اخر الامام علي (ع) صلاة العصر وكرامة رد الشمس ؟

 كشف حقيقة خالد ابن الوليد !!

 رؤية الهلال بين العين الطبيعية والعين المسلحة

 رؤية الهلال بين اتحاد الافق و اختلاف الافق

 هل قال علي (ع) هذا الكلام ؟كلام منسوب للأمير (ع) بين الإفراط والتفريط

 هل أغاثهم علي (ع) قبل ولادته ؟

مواضيع متنوعة :



 علي عليه السلام وآية الولاية ج9- الحلقة 283

 علي عليه السلام وآية الولاية ج29- الحلقة 304

 معاناة الامام الكاظم مع الظلمة ، الحلقة 59

 القرآن وليلة القدر

 رسالة الى الشيخ يوسف القرضاوي..

 تحريم المتعتين -الجزء 3 - الحلقة 178

 رحلتي الى أعظم حجّ في التاريخ .. الى كربلاء- الحلقة العاشرة ( في مسجد الكوفة أيضا)

 كتابٌ على كل مفكر ان يقرأه

 مع دعاء اليوم الثاني والعشرون من شهر رمضان المبارك

 مع دعاء اليوم الخامس والعشرون من شهر رمضان المبارك

 يوم المباهلة ودلالاته - الحلقة 75

 مع دعاء اليوم الثلاثين من أيام شهر رمضان المبارك

 علي عليه السلام وآية الإنذار ج2 - الحلقة 228

 مع دعاء اليوم الثالث عشر من شهر رمضان المبارك

 الحسين عليه السلام يهزم ابليس - الحلقة 35

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 3

  • الأقسام الفرعية : 32

  • عدد المواضيع : 685

  • الألبومات : 5

  • عدد الصور : 36

  • التصفحات : 6761939

  • التاريخ : 28/03/2024 - 10:25

 
  • القسم الرئيسي : كتاباتي .

        • القسم الفرعي : ابحاث ومحاضرات .

              • الموضوع : الشباب بين التعرب بعد الهجرة والواقع المجهول .

الشباب بين التعرب بعد الهجرة والواقع المجهول

                                                             باسمه تعالى                    

موضوع البحث     الشباب بين التعرب بعد الهجرة والواقع المجهول 

            بحث للشيخ مصطفى مصري العاملي    في جامعة ميسان بتاريخ 6-3-2017

 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على خير رسله واعز انبياءه سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

تمهيد..

اجتمعت في موضوع البحث ثلاث عناوين، يشكل كل واحد منها معنى مستقلا في أرض الواقع،الشباب، والتعرب بعد الهجرة، والواقع المجهول، وكل منها في حقيقته منفصل عن الاخر.

الا أننا سنحاول في هذا البحث ان نصل الى نقطة التقاء بين العناوين الثلاثة، لكي نظفر بالنتيجة المرجوة، والتي تجيب على سؤال أساسي: ما هي مسؤوليات الشباب في وقتنا الحاضر؟

            لذا نجد أنفسنا ومن اجل الوصول الى تلك النتيجة أن علينا ان نبحث باختصار في خصوصية كل عنوان من هذه العناوين الثلاثة بمعزل عن العناوين الأخرى، لنصل بعد ذلك الى الخلاصة التي تشكل نقطة الالتقاء في الإضاءة على ما ينتظر الشباب و ما يعانونه وما يجب عليهم.

تساؤلات الشباب المشروعة ؟

لو نظرنا الى واقع الشباب اليوم لوجدنا مجموعة من التساؤلات التي يتم طرحها في اذهانهم،  إذ لا شك ولا ريب في ان هناك مشكلة كبيرة يعانيها جيل الشباب في بلادنا العربية والإسلامية لناحية تضاؤل فرص الحياة الكريمة،  خاصة واننا نرى ان الأنظمة الحاكمة بشتى ألوانها لا تراعي في سلوكها العملي مصلحة الشباب كما يجب، فهي قاصرة في أحسن الأحوال مع حسن الظن من جهة، ومقصرة اذا دققنا النظر في كثير من الاحيان من جهات أخرى، وهذا ما يجعل شبابنا يعيش في حيرة واضطراب متسائلا.. ماذا بالنسبة للغد؟

هل استطيع ان اكمل تعليمي كما أرغب؟ وكيف سأكمل تعليمي؟ والى اين سأصل؟ كيف سأبني مستقبلي؟ هل سأجد فرص العمل المناسبة لي بعد التخرج؟ وهل سأستطيع ان آخذ دوري في الحياة كما أتمنى؟

ما هي العقبات التي تواجهني في بلدي؟ هل يمكنني التخلص منها؟ او التغلب عليها؟ أليس من الأفضل أن أفكر في الهجرة من وطني؟ الا تفتح لي الهجرة بابا واسعا لتحقيق طموحي؟ هل أستطيع ان أؤسس أسرة؟ وهل استطيع ان أؤمن لهم العيش الكريم؟ وبالتالي هل يجوز لي ان أهاجر نحو الغرب فيما لو تمكنت من ذلك؟  وما هو تكليفي تجاه نفسي ومجتمعي؟

ويتساءل بعض من هاجر .. هل ارتكبت اثما بهجرتي؟ وماذا عن اولادي؟ وهل يجب علي العودة الى وطني؟ وبالتالي نجد أن الشباب يقف في أغلب الاحيان حائرا ، لا يدر من أين يبدأ ؟ والى أين يجب أن يصل؟

حالة من الاضطراب تعيشها شريحة واسعة من شبابنا في عالمنا المعاصر الذي تساقطت فيه الكثير من الحواجز، فكيف نصل الى حالة  الاطمئنان ونتجاوز حالة الاضطراب هذه؟

تحديد المنطلق والغاية

لا بد لنا من تحديد منطلق في عملنا، ورسم غاية لنا في حياتنا لتكون مقياسا وميزانا نزن عليه الأمور لمعرفة مدى قربنا من الهدف أو ابتعادنا عنه، وبالتالي فإن المنطلق الفكري هو الأساس في أية مسيرة ولذا فإن الله تعالى يقول في معرض بيان حالة الاضطراب الفكري الذي يعيشه بعض الناس وفي معرض الاحتجاج عليهم : أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ.

ويظهر لنا خصام الانسان لربه:وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ؟

اذن البداية التي لا بد وان نتوقف عندها وننطلق منها  ترتبط بنفس الانسان، ونظرته الى وجوده، ونظرته الى الكون والى مستقبله.

وعندها ترتسم امامه معالم الطريق نحو المستقبل، فلا يعود الامر مجهولا بالمطلق عنده، بل تتضح له صورته الاجمالية والتي  يمكنه حينها ان يسير ضمن منهجية يرسمها لنفسه في هذه الحياة.

وهنا نستحضر النظرة الإلهية لهذا الانسان والتي تعتبره مخلوقا مكرما عند الله.. وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا.

فهناك تكريم وتفضيل نوعي يشمل جميل افراد الانسان بمعزل عن الخصوصيات والصفات التي يمكن ان يتصف بها كل فرد في هذه الحياة سواء كانت أمورا تكوينية او أمورا اختيارية، فالتكريم الإلهي يشمل الجنس البشري بمعزل عن عقيدة الانسان وعمله وسلوكه.

ولكن التمايز والتباين بين أبناء الجنس البشري  يتحقق من خلال إعمال تلك القدرات التي نالوها نتيجة لذاك التكريم الالهي، وانطلاقا من نظرة كل انسان الى نفسه، و قناعة كل فرد بحيثيات وجوده، وبقدرته على التأثير في كيانه وخياراته، وفي رسم مستقبله ومعرفة النتائج، وبالتالي فإنه يحصل على تكريم خاص له آثاره الدائمة. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.

فمنطلق نظرة الانسان الى وجوده يُغير الكثير من منهجيته في سلوكه.

وعندما يحصل التباين في السلوك فإن التباين سيحصل حكما في النتائج بين اتباع المنهجين،

بين من ينطلق في رؤيته وعقيدته في تفسيره للحياة من الفراغ والوهم ويعتبر ان هذه الحياة هي نهاية المطاف فيقول: إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ. التي يفسرها بقوله: مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ.  

وبين من ينطلق في بحثه العلمي  من أسس متينة كما فعل الفيلسوف الفرنسي المشهور، عالم الفيزياء والرياضيات ديكارت والذي  انطلق من  عبارته المشهورة.. انا افكر اذن انا موجود.. ليزاوج بين تخصصه في علمي الرياضيات و الفيزياء وبين نظرياته الفلسفية وما يرتبط بعلم الغيب (الميتافيزيقيا)  بحيث انه ومن خلال تفكيره بنفسه، أدرك بديهة وجوده، ومن حقيقة وجوده أدرك وجود الخالق الموجد القدير، فآمن بوجود اله مدبر لهذا الكون.

هذا المدبر الخالق العظيم الذي آمن به ديكارت ويؤمن به كل العقلاء في هذا الكون، هو الذي ارسل الأنبياء لتعليم البشرية وارشادها الى ما يصلح فيه امرها في كلتا الحياتين، الحياة الدنيا والحياة الاخرة،  وقد قال  لنا في معرض البيان والإرشاد الى قدرته عز وجل في كتابه الكريم: 

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ *  إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ..

من اين يجب أن تكون البداية ؟

من التفكير بأننا بشر موجودون في هذه الحياة، ولنا خالق قدير، أمرنا أن نجسد في كل عمل من اعمالنا وفي كل أمر نفكر به، أن نجسد الامتثال الحقيقي للغاية التي يتحقق بها الغرض من خلقتنا في هذه الحياة، فنجسد العبودية الخالصة والصادقة لله تعالى.. وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ.

ولم ينس الباري أن يذكرنا بكيفية نشأتنا وتكاثرنا وما يريده منا بقوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً.

هذا الاله الخالق ليس مطلعا على ما نعمل في حياتنا فحسب، بل هو مطلع على كل ما نفكر به، وعلى كل ما يختلج في نفوسنا، وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى.

 بل و لديه ما هو أكثر من كتابة الاقوال والتوثيق التسجيلي بالصورة والصوت لكل عمل نقوم به في حياتنا الى حصول اعترافات لم نكن نتوقعها، ولم تكن لتخطر على البال: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .

ليس هذا فحسب بل وأكثر من ذلك.. إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، وبهذا يتضح ان جميع مراحل حياتنا مسجلة في دفتر حساباتنا اليومية.

أهمية الشباب ...ما هي موقعية الشباب في مسار الحياة؟

الشباب مرحلة من مراحل حياة الانسان تظهر أهميتها من خلال ما يبينه لنا الخالق العظيم في معرض التذكير ولفت النظر الى هذه المرحلة المهمة من مراحل حياة الانسان في هذه الدنيا وهي مرحلة الشباب،  حيث يقول تعالى : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.

وفي الآية الأخرى يقول تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ.

            فلو تأملنا في هذه الآيات لوجدنا انها تتحدث عن كل مراحل الحياة الدنيا وصولا الى الوفاة، ولو استثنينا المرحلة التكوينية الأولى في عالم الارحام، واستثنينا المرحلة الأولى في هذه الحياة بعد الولادة وهي مرحلة الطفولة بمراتبها المتعددة ، والتي يكون فيها الانسان قاصرا وضعيفا من الناحية الجسدية والفكرية والشرعية والقانونية فلا يملك حق التصرف حتى في أمواله، واذا استثنينا المرحلة التي يرد فيها الى ارذل العمر وهي مرحلة العجز والضعف في احسن الحالات والتي قد تصل الى مرحلة الخرف كما عبر عنها لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا، فماذا يبقى من حياة الانسان؟

تبقى مرحلتان : المرحلة التي عبر عنها بقوله تعالى لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُم ، وهذه هي مرحلة الشباب.

والمرحلة التالية التي تليها : لِتَكُونُوا شُيُوخًا، اذا لم يصل فيها الانسان الى مرحلة الوهن والضعف.

فيتضح لنا أن مرحلة الشباب هي صفوة الحياة التي من خلالها يتم التأسيس للمرحلة الثانية لمن يبقى حيا ولم يصل الى ارذل العمر..  

فكم هي مهمة مرحلة الشباب، وهل ينظر شبابنا الى هذه المرحلة النظرة الحكيمة التي تجعلهم يستفيدون من حياتهم، ويحصدون ثمرة ما يؤسسوه لحياتهم الاولى ولما بعد هذه الحياة؟

تقسم الامام الرضا عليه السلام لحياة الانسان.. وموقعية الشباب :

            هذا التقسيم والتصنيف لحياة الانسان يتحدث عنه الامام الثامن من أئمة الهدى علي بن موسى الرضا (ع) في نص الرسالة الذهبية المعروفة باسم طب الامام الرضا حيث يقول فيها:

وَ اعْلَمْ .. أَنَّ أَحْوَالَ الْإِنْسَانِ الَّتِي بَنَاهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا وَ جَعَلَهُ مُتَصَرِّفاً بِهَا أَرْبَعَةُ أَحْوَالٍ:

 الْحَالَةُ الْأُولَى لِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً ( نسميها مرحلة الطفولة الى مرحلة المراهقة والتكليف)...

الْحَالَةُ الثَّانِيَةُ لِعِشْرِينَ سَنَةً ،مِنْ خَمْسَ عَشْرَةَ إِلَى خَمْسٍ وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً ... وَ هُوَ أَقْوَمُ مَا يَكُونُ وَ أَيْقَظُهُ وَ أَلْعَبُهُ ( وهذه مرحلة الشباب الحقيقية ) فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَسْتَوْفِيَ خَمْساً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً ..

ثُمَّ يَدْخُلُ فِي‏ الْحَالَةِ الثَّالِثَةِ وَ هِيَ مِنْ خَمْسٍ وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً إِلَى أَنْ يَسْتَوْفِيَ سِتِّينَ سَنَةً .....

وَ يَكُونُ أَحْكَمَ مَا يَكُونُ وَ أَقْوَلَهُ وَ أَدْرَاهُ وَ أَكْتَمَهُ لِلسِّرِّ وَ أَحْسَنَهُ نَظَراً فِي الْأُمُورِ وَ فِكْراً فِي عَوَاقِبِهَا وَ مُدَارَاةً لَهَا وَ تَصَرُّفاً فِيهَا..( ويذهب بعدها في عالم الوظيفة للتقاعد .. يعني أدى دوره في الحياة)

 ثُمَّ يَدْخُلُ فِي الْحَالَةِ الرَّابِعَةِ .. وَ هِيَ الْحَالَةُ الَّتِي لَا يَتَحَوَّلُ مِنْهَا مَا بَقِيَ( يبدأ بالتراجع ) وَ قَدْ دَخَلَ فِي الْهَرَمِ حِينَئِذٍ، وَ فَاتَهُ الشَّبَابُ وَ اسْتَنْكَرَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ كَانَ يَعْرِفُهُ مِنْ نَفْسِهِ حَتَّى صَارَ يَنَامُ عِنْدَ الْقَوْمِ، وَ يَسْهَر عِنْدَ النَّوْمِ، وَ يَذْكُرُ مَا تَقَدَّمَ، وَ يَنْسَى مَا تَحَدَّثَ بِهِ، وَ يُكْثِرُ مِنْ حَدِيثِ النَّفْسِ، وَ يَذْهَبُ مَاءُ الْجِسْمِ وَ بَهَاؤُهُ وَ يَقِلُّ نَبَاتُ أَظْفَارِهِ وَ شَعْرِهِ وَ لَا يَزَالُ جِسْمُهُ فِي إِدْبَارٍ وَ انْعِكَاسٍ مَا عَاشَ ...

اذن الحياة الحقيقية هي مرحلتان: مرحلة  الشباب وهي الاساسية وتؤسس للمرحلة الثانية.

المرحلة الثانية والتي يصل فيها الانسان الى مرتبة النضج اذا احسن الاستفادة من مرحلة الشباب.

ولذا نجد ان عددا من النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله والائمة الاطهار قد تناولت موضوع الشباب وأعطته عناية خاصة، وقد تفاوت الغرض منها بين مواضيع بينت أهمية الشباب، وأحاديث وجهت لهم النصائح، وحثتهم على اخذ دورهم الحقيقي في الحياة،  وضرورة الاستفادة من خصوصية  وامكانيات مرحلة الشباب ، وبين التحذير من الانزلاق في المهاوي التي تؤدي بالانسان الى الضياع والهلاك.

ففي حديث يبين فيه الامام علي عليه السلام أن العناصر الأساسية التي سيعتمد عليها المهدي المنتظر ليكونوا أنصارا له في دولة العدل الإلهي الموعود هم من الشباب حيث يقول عليه السلام: إِنَّ أَصْحَابَ الْقَائِمِ شَبَابٌ‏ لَا كُهُولَ فِيهِمْ إِلَّا كَالْكُحْلِ فِي الْعَيْنِ أَوْ كَالْمِلْحِ فِي الزَّادِ وَ أَقَلُّ الزَّادِ الْمِلْحُ.

ويعتبر أن أهمية الشباب مجهولة لهم فقال:  شَيْئَانِ لَا يَعْرِفُ مَحَلَّهُمَا إِلَّا مَنْ فَقَدَهُمَا: الشَّبَابُ‏ وَ الْعَافِيَةُ.

ويوصى النَّبِيُّ بالاستفادة من مرحلة الشباب ويبين مدى أهميتها وتأثيرها فيقول: مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ فِي شَبَابِهِ‏ كَانَ بِمَنْزِلَةِ النَّقْشِ فِي الْحِجْرِ وَ مَنْ تَعَلَّمَهُ وَ هُوَ كَبِيرٌ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْكِتَابِ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ.

وفي معرض تربيتهم يقول: خَيْرُ شَبَابِكُمْ‏ مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولِكُمْ وَ شَرُّ كُهُولِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشَبَابِكُم‏.

ويوصي ص أيضا فيقول:‏ اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ شَبَابَكَ‏ قَبْلَ هَرَمِكَ وَ صِحَّتَكَ قَبْلَ سُقْمِكَ وَ غِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وَ فَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ وَ حَيَاتَكَ قَبْل‏ مَوْتِك‏، فكان الشباب هو الأول في الوصية.

ويبين ان تلك الوصية الزامية فيحذر من عدم الاستجابة  لها قائلا: وَ اعْلَمْ أَنَّكَ سَتُسْأَلُ غَداً إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ أَرْبَعٍ شَبَابِكَ‏ فِيمَا أَبْلَيْتَهُ وَ عُمُرِكَ فِيمَا أَفْنَيْتَهُ وَ مَالِكَ مِمَّا اكْتَسَبْتَهُ وَ فِيمَا أَنْفَقْتَهُ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَتَأَهَّبْ لِذَلِكَ وَ أَعِدَّ لَهُ جَوَابا.

ويبين المقام الرفيع للشباب المستقيم  فيقول: خَيْرُ أُمَّتِي مَنْ هَدَمَ شَبَابَهُ‏ فِي طَاعَةِ اللَّه.

ويقول لأبي ذر : يَا أَبَا ذَرٍّ مَا مِنْ شَابٍّ يَدَعُ لَذَّةَ الدُّنْيَا وَ لَهْوَهَا وَ أَهْرَمَ شَبَابَهُ‏ فِي طَاعَةِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَاهُ‏ اللَّهُ أَجْرَ اثْنَيْنِ وَ سَبْعِينَ صِدِّيقاً.

وفي نفس الوقت فإنه يحذر من مخاطر انحراف الشباب عندما يقول: أَصْنَافُ السُّكْرِ أَرْبَعَةُ سُكْرُ الشَّبَابِ‏ وَ سُكْرُ الْمَالِ وَ سُكْرُ النَّوْمِ وَ سُكْرُ الْمُلْك‏.  ويقول: وَ الشَّبَابُ‏ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ،

ويبين الامام الباقر عليه السلام ما يجب على الشاب ان يتقنه على نحو الالزام بقوله ع :

لَوْ أُتِيتُ بِشَابٍّ مِنْ شَبَابِ‏ الشِّيعَةِ لَا يَتَفَقَّهُ فِي دِينِهِ لَأَوْجَعْتُه‏.

ويحذر من الانحراف العقائدي أيضا ِ كما ورد عن الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): احْذَرُوا عَلَى شَبَابِكُمْ‏ الْغُلَاةَ لَا يُفْسِدُونَهُمْ، فَإِنَّ الْغُلَاةَ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ، يُصَغِّرُونَ عَظَمَةَ اللَّهِ، وَ يَدَّعُونَ الرُّبُوبِيَّةَ لِعِبَادِ اللَّهِ،

ومع ذلك فإنه يفتح الباب واسعا امام الشباب في حال وقوعهم بالخطأ للعودة وتصحيح المسار فيقول ص‏ : مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ شَابٍّ تَائِبٍ‏.

هكذا نظر الإسلام الى الشباب بدءا من النبي العظيم، الى ما وردت الإشارة اليه في القرآن الكريم، وصولا الى الاحاديث الكثيرة والمتنوعة عن الائمة المعصومين عليهم السلام والتي استخلصتُ نماذج منها تتناول مجموعة من المفاهيم والمعاني والنصائح والتوجيهات والتحذيرات،

فأين يقع موضوع التعرب بعد الهجرة بالنسبة لشبابنا  من الناحية العقائدية والفقهية العملية؟

ماذا يعني التعرب بعد الهجرة؟

التعرب بعد الهجرة صفة تطلق في الأساس على من هاجر والتحق بالنبي صلى الله عليه وآله  في دار الإسلام في المدينة المنورة ثم ترك المدينة وعاد الى ديار الكفر التي كان يقيم فيها قبل هجرته الى النبي ، فيعبر عن هؤلاء بأنهم تعربوا أي رجعوا الى البادية حيث الكفر وتخلوا عن الهجرة الى النبي صلى الله عليه وآله .

بمعنى آخر انهم تركوا بلاد المسلمين وعادوا الى بلاد الكافرين.

            هذه خلاصة المعنى المستفاد من جملة التعرب بعد الهجرة ، فما هي المصاديق الخارجية؟

البداية مع علماء اللغة ، حيث نجد انهم يتوسعون في بيان المصاديق وفي الدلالة على المعنى بأبحاث كثيرة وآراء متعددة تتسع فيها الدائرة عند بعضهم وتضيق عند البعض الاخر.

وأما من ناحية الاحاديث، فقد ورد هذا المصطلح في عدد من الاحاديث نذكر واحدا منها وهو ما ورد عن الامام الصادق عليه السلام مما رواه أبو بَصِيرٍ: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «الْكَبَائِرُ سَبْعَةٌ: مِنْهَا: قَتْلُ النَّفْسِ مُتَعَمِّداً، وَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَ أَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ، وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَ التَّعَرُّبُ‏ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً». قَالَ: «وَ التَّعَرُّبُ وَ الشِّرْكُ وَاحِدٌ».

فالتعرب بعد الهجرة مع الشرك بالله تعالى يشكل عنوانا واحدا، والله تعالى يقول: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ .

وعندما قرر عثمان بن عفان نفي ابي ذر مرة ثانية و اختار أبو ذر رحمه الله المدن الإسلامية المعروفة، لكي ينفى اليها ، إلا أن عثمان لم يرضَ لأبي ذر الرحيل إلى المدينة المنورة، ولا الشام، ولا العراق، ولا مصر بل أجبره على الذهاب إلى الربَذة مرغماً فقال &:إذن التعرّب بعد الهجرة.!

فهل للتعرب بعد الهجرة معنى خاص في الاصطلاح؟ وما هي دائرته الزمانية؟

            السؤال الذي يطرح بعد التأمل في هذه الرواية وامثالها والتي اعتبرت ان التعرب بعد الهجرة من مراتب الشرك بالله العظيم ..

هل معناه المشار اليه في الرواية منحصر بزمن النبي صلى الله عليه وآله ؟ ام يشمل عصر الائمة المعصومين؟ ام ينطبق في موارد زماننا ؟

وهل له معنى شرعي خاص عند علماءنا  يختلف عن المعنى اللغوي الذي ورد في امهات الكتب؟

وفي الجواب نجد أن هناك ابحاث مفصلة في الكتب الفقهية تتناول هذا الموضوع وتصل الى نتيجة وهي انه لا يوجد معنى خاص اصطلاحي لعبارة التعرب بعد الهجرة بل ان معناها الشرعي هو نفس المعنى اللغوي الذي ذكره علماء اللغة في المعاجم، ولكن المفارقة كما اسلفنا هي ان المعنى اللغوي للكلمة فيه تفاوت كبير لناحية بيان المصداق الخارجي، وبالتالي حصل الاختلاف في بيان المصاديق عند علماء الفقه والشريعة، وان كانت تلتقي جميعها على ربط الموضوع بالجانب الديني للانسان المسلم، وبالتالي فإنهم جميعا يعتبرون أن انتقال الانسان المسلم من بلاد المسلمين والتي يتمكن فيها من أن يؤدي واجباته الدينية الى مكان آخر في غير بلاد المسلمين والتي يمتنع عليه فيها أداء  تلك الواجبات تجعله من مصاديق المتعرب بعد الهجرة.

لذا نجد  في زماننا من الفقهاء من عرَّف  التعرب بعد الهجرة: بأنه الانتقال للبلد التي تنقص فيها معارف الدين ويزداد جهله بدينه.

وفي سؤال وجه للسيد الخوئي قدس سره عن ، هل يصدق على الذي يهاجر إلى بلاد أوروبا أو أمريكا للسكن مع الظن القوي بتأثر أطفاله بأجواء تلك البلد المنحلة ؟  انه التعرب بعد الهجرة؟ ومتى يكون ذلك السفر أو تلك الهجرة جائزة ؟

فأجاب : لا يترتب على ذلك أحكام التعرب إذا كان يتمكن من العمل بوظائفه الدينية في تلك البلاد، والله العالم.

والملاحظ في الجواب وجود أداة شرط وهي كلمة إذا،  ومعنى ذلك انه ان لم يتمكن من العمل بوظائفه الدينية فتترتب عليه احكام التعرب بعد الهجرة،

سواء قلنا بضيق المصداق او بسعته وفق اختلاف علماء اللغة في تحديد المصداق الخارجي وتعدد آراء الفقهاء تبعا لذاك الاختلاف.

النتيجة :  ما هي النتيجة التي يمكن ان نصل اليها بعد التمهيد وبيان نظرة الإسلام الى الشباب ومعنى التعرب بعد الهجرة وبالتالي ما هي الإجابة على تساؤلات الشباب في عصرنا الحاضر؟ وكيف لنا ان نتجاوز مرحلة الاضطراب الفكري والنفسي والاجتماعي التي يعيشها شبابنا في هذا الزمن؟

تتلخص النتيجة بعدة عناوين منها ترتبط بواجبات الشاب في مراحل حياته.

أولا: يتعين على الشاب أن يدرك في البداية أهمية المرحلة التي يعيشها وأهمية المسؤولية الملقاة على عاتقه سواء في بناء نفسه ، خاصة وانها هي المنطلق لبناء مستقبله، فإذا عاش الشاب حالة من اللامبالاة، والاستهتار وتضييع فرص العمر، فإنه لن يحصد في مستقبله سوى المرارة والخيبة.

ثانيا: لا بد للشاب ان يحدد المنطلق الفكري لحياته والهدف من دوره في الحياة، من خلال تحديد نظرته الى نفسه وقدراته، فهل لديه هدف واضح، وهل لديه الايمان بقدرته على تحقيق الهدف، وبالتالي كيف له ان يجيب على السؤال: هل أنه يأكل ليعيش، ام أنه يعيش ليأكل؟

ثالثا: لا بد له في المرحلة الثالثة بعد ان يدرك أهمية دوره في الحياة، ويحدد منطلقه الفكري أن يعمل بكل طاقاته من اجل الاستفادة من كل ساعة من ساعات عمره ببناء نفسه البناء العلمي الحقيقي، فيتعلم من أجل العلم، لا من أجل ان ينال الشهادة وينسى ما تعلم، وعليه أن يتابع تحصيله في الحياة ليرتقي في جميع الجوانب، فيكون مستحقا للتكريم الإلهي الخاص بعد التكريم العام.

رابعا: أن يتعرف في دائرة تعلمه في الحياة على واجباته فيعمل على الاتيان بها، ويتعرف على المحرمات فيبتعد عنها، وبالتالي يسهل عليه تحديد تكليفه الشرعي وحاجته للسفر او للعودة.

            اما الحديث عن واجبات الدولة تجاه الشباب فلا يسع المجال لبحثه ، ولكن ومع التقصير والقصور الواضح فلا يمكن لهذا ان يثبط من همة الشباب بل يدعوهم اكثر الى الجهد والمثابرة.

       وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/09   ||   التصفحات : 6772



كتابة تعليق لموضوع : الشباب بين التعرب بعد الهجرة والواقع المجهول
الإسم * :
الدولة * :
بريدك الالكتروني * :
عنوان التعليق * :
نص التعليق * :
 

كتاباتي : الشيخ مصطفى محمد مصري العاملي ©  www.kitabati.net     ||    البريد الإلكتروني : mostapha@masrilb.net    ||    تصميم ، برمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net