• الموقع : كتاباتي- صفحة الشيخ مصطفى مصري العاملي .
        • القسم الرئيسي : كتاباتي .
              • القسم الفرعي : خواطر .
                    • الموضوع : حديث خواطر مع الشهيد الدكتور مصطفى چمران .

حديث خواطر مع الشهيد الدكتور مصطفى چمران

 

قبل فترة نشرت صورتي هذه مع الشهيد الدكتور مصطفى جمران وهي يعود تاريخها الى شهر نيسان من عام 1978 م
وقد أخذت هذه الصورة في محل سكنه حينذاك داخل مؤسسة جبل عامل المهنية في صور - جنوب لبنان .  بعيد فترة وجيزة من عودتنا الى المؤسسة نتيجة خروجنا القسري يومذاك بعد الاجتياح الاسرائيلي الاول لمناطق واسعة من جنوب لبنان والذي بدأ في 14 آذار من عام 1978.
واليوم في الذكرى السنوية لاستشهاده ابثه هذه الخواطر
 

حديث خواطر مع الشهيد

الدكتور مصطفى چمران

 

أخي..رفيقي.. صديقي ..استاذي..

بماذا أخاطبك ؟ وبما أناديك ؟

ليس سوى اسمك.. يصلح للنداء..

عذرا .. فقد سموتَ فوق الالقاب والاسماء..

حتى غدت الالقاب صغيرة عندما تنسب إليك..

ولم يبق سوى اسمك .. مصطفى.. للاشارة اليك..

مصطفى .. نعم  مصطفى چمران ..

هو الَعلَمْ .. هو المَعْلَمْ ..

هو الِعلْمُ .. هو المُعَلِّمُ ..

***

ثلاث وعشرون عاما مضت ..

هل هي قرون من عمر الزمن ؟  أم لحظات ؟

هل هي دهور أم ساعات؟

 لم تغب عنا .. بالامس معاً كنا..

ما أكثر الذكريات ..وما أحلاها..

هل رحلت عنا حقا ؟

لا اصدق ذلك أبدا. أبدا..

أراك في كل حركة ..

أراك في كل مناسبة ..

أراك  في كل لقاء ..في كل اجتماع ..

أراك  مع نسمات الصباح تستيقظ باكرا ...

أراك مع الطلاب لأحوالهم  متفقدا ..

أراك مع الاساتذة تحدثهم حريصا..

اراك في صف الكوادر محاضرا ..

اراك في المسجد واعظا ..

أراك في الليل عابدا .. وحارسا..

***

كثيرون لفّهم النسيان ..

أما أنت.. فقد كبرت فوق الزمان..

فوق جغرافية المكان ..

لست ملكا لإيران ..

ولا حتى للبنان ..

إنك نموذج تتجسد فيه معاني الايمان ..

في فكرك تعيش قضايا الحرمان ..

فأنت فوق الزمان . وفوق المكان ..

***

أخي ماذا أحدثك ؟

عمن عملت معه في لبنان ..

أم عمن اختارك وزيرا ، أمينا في ايران..

احدثك عن الجنوب ..

أم عن جنوبي الجنوب ..

أحدثك عن الاقصى ..

أم عن المشردين ..

أحدثك عن النجف ..

عن الصدر الشهيد .. أم عن الصدر السجين ..

أحدثك عن البطولات الوهمية .. أم الحقيقية ..

عن التضحيات.. عن المعاناة .. عن الجراحات ..

عن دموع الايتام .. عن حرقة الامهات ..

عن نزيف الاوطان ..

***

إن سألتني عن كل ذلك..

 فسأجيبك قائلا ..

لا زال النزف ينخر الجسد ..

لا زال الصدر سجينا في صفد ..

لا زال الاقصى سليبا .. فالسيف في غمد ..

أما الجنوب فقد تحرر فيه الحجر ..

ولم تعد طرقاته تغطيها الحفر ..

فمن يا ترى سيحرر البشر ..!!

                                 مصطفى مصري 17-6-2004

 


  • المصدر : http://www.kitabati.net/subject.php?id=59
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2007 / 06 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28