• الموقع : كتاباتي- صفحة الشيخ مصطفى مصري العاملي .
        • القسم الرئيسي : كتاباتي .
              • القسم الفرعي : نصوص حلقات تلفزيونية .
                    • الموضوع : موقف الطغاة من عاشوراء .

موقف الطغاة من عاشوراء

                            موقف الطغاة من عاشوراء

https://www.karbala-tv.net/watch.php?v=8616

نلتقيكم في حلقة جديدة من برنامج أئمة الهدى بعد انشغال دام أسبوعين بمراسم احياء ذكرى عاشوراء.. فكيف أحيينا ونحيي أيام عاشوراء؟

أيام انقضت  عاش فيها المطيعون لرسول الله.. والموالون والمحبون لآل بيته حالة من الحزن والالم واللوعة في ذكرى الفاجعة الأليمة ، فاجعة كربلاء.

تلك الفاجعة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ حركة الأنبياء والاولياء، لا فيما قبلها ولا فيما بعدها.. بما تحمله من ابعاد ورمزية وخصوصية ترتبط بين إرادة السماء ورسالة الأنبياء ...بما تمثله من موقعية في دائرة الصراع المستعر على وجه هذه البسيطة مذ خلق الله انسانا اسكنه ارضه ،  وجعل له قرينا يسعى لإغوائه  فكان المطيعون وكان المتمردون ..

كربلاء في اعتقادنا.. أرض الكرب والبلاء.. ورمز التضحية والفداء..

كربلاء ..غدت رمزا تتجسد فيه كل معاني العزة والاباء..

ساحةٌ قدسية يؤمها صلحاء الأرض.. مع ملائكة السماء..

في بداية المحرم قبل أسبوعين ارتفعت على قبة الحسين الراية السوداء..

مكان راية الثأر الحمراء.. كما رفرفرت رايات الحزن في كل الارجاء..

انها ساعة الفجر.. و ليال عشر.. و الشفع والوتر.. من ايام عاشوراء..

انها أيام الحزن والبكاء.. والندب والدعاء.. واللطم والرثاء ..

على سبط الرسول.. وابن البتول.. المذبوح عطشانا بأرض كربلاء..

هكذا أحيينا.. ونحيي ..ويحيي المحبون لآل الرسول أيام الحزن في عاشوراء..

هذه هي مراسيم عاشوراء.. وهذه اعمالنا في عاشوراء..

وهنا أتوجه بالكلام لكم يا سادة مصر... ويا قادة مصر... ويا علماء مصر.... يا أزهر مصر...  يا حكماء مصر..ويا حكام مصر. وأخص من اغلق المسجد بالقول:

هل شاهدتمونا في عاشوراء ؟.. كيف أحيينا عاشوراء؟  كيف نحزن وكيف نبكي ؟ كيف نتألم ؟ وماذا نفعل ؟ كيف نواسي الرسول في عاشوراء؟

نحن يا سادة .. أصحاب قلوب رقيقة.. لسنا جفاة.. ولا أجلافا... ولا قساة ،

فالله  تعالى يقول في كتابه الكريم :فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّه‏..

والله يقول موجها ومعلما ومبينا.. لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة..

هل تعلمون يا سادة أن رسول الله قد بكى على الحسين..عندما شم تربة من كربلاء.

أحضرها له الأمين جبرئيل يوم ولادة الحسين عليه السلام،  فأخذها ، شمها ، قبلها واعطاها لام سلمة .. أم سلمة .. تلك المرأة الصالحة من زوجات النبي التي خَرَجَتْ صَارِخَةً  بِأَعْلَى صَوْتِهَا يوم عاشوراء وهي في المدينة المنورة  ... َ

... واحسيناه .. واحسيناه ..قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ وَ أَصْحَابُهُ... الساعة في كربلاء..

هكذا اخبرني رسول الله..تقول لهم ام سلمة  وَيجْتَمَعَ إِلَيْهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ  فتقول لهم..

انظروا يا اهل المدينة ..هذه تُرْبَةَ الْحُسَيْنِ في قارورة وقد صارت دما عبيطا..

وهنا أوجه كلامي لجميع المسلمين ... ماذا تعتقدون أيها المسلمون ..

وكيف تتصورون حالة رسول الله بعد عاشوراء.. وهو يشاهد رأس ابنه الحسين مرفوعا على الرمح  في البلدان.. وينكته بقضيبه ابن الطلقاء..؟

هل كان هذا ليفرح قلب رسول الله  يا زعماء المسلمين. ويا علماء المسلمين ؟

 وانتم يا ملوك المغرب....أفي يوم عاشوراء .. يأتيكم بابا عاشور .. بصورة بابا نويل  الاوروبي.. او سانتا كلوز الأمريكي..  ليوزع الهدايا على اطفالكم ونساءكم ويزوركم في قراكم ومدنكم؟ ويبارك لكم في عيدكم؟ وتبذل بعض جمعياتكم المبالغ الطائلة في توزيع الهدايا!! . وتنقل اخباره بعض فضائياتكم..

وانتم تنسبون أنفسكم الى الشهيد الحي ابن الامام الحسن في كربلاء..!!  

 هل هذا يفرح رسول الله يا سادة؟ هل هكذا تكون الاسوة برسول الله ...

ماذا تنتظر من امة تفرح بذكرى قتل ابن بنت نبيها..وتجعله يوم عيد لاطفالها وكبارها ..!!

نعم نحن أصحاب قلوب رقيقة ، ولكننا ايضا اشداء... رحماء... كما قال تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً- يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ رِضْواناً- سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ- ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيل‏..

نحن نحب عليا وآل علي.. فنبينا العظيم قال يا علي لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ..

نحن نبغض من يبغض عليا .. لان نبينا قال لعلي .. وَ لَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ»

نحن نؤمن بما قاله الرسول وأجمع على  نقله  المسلمون :  

عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَ عَلِي‏ ُ، لَا يَفْتَرِقَانِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْض‏..

نعم نحن نؤمن بأن من يحارب عليا ، ويكره عليا ، ويبغض عليا وآل علي هو محارب لله ولرسوله.. ومعاد لله ولرسوله، ومواد لأعداء الله ورسوله..

وقرآننا يقول.. لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ‏..

نحن نتولى عليا، فقرآننا يقول: ْ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُون‏.

ونبينا العظيم يقول.. مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَه‏ وأدر الحق معه حيث دار.

ونحن نحزن في عاشوراء ... ونبكي في عاشوراء.. ونتألم في عاشوراء..

ونلطم في عاشوراء.. ونرتدي السواد في عاشوراء ...

نستذكر معاناة الشهيد ابن الشهيد في عاشوراء.. واصحابه الشهداء...

 وآل بيت الرسول الاسراء..

نعيش المواساة مع أطفال ونساء تقاد من بلد الى بلد ، وأمامها على الرماح رؤوس قد خضبت بالدماء... و تركت اجسادها بالعراء على رمضاء كربلاء..

هل هذا ما يخيفكم يا زعماء مصر من اعمال الشيعة وسلوك الشيعة وتصرفات الشيعة حتى تغلقوا مسجد الامام الحسين في عاشوراء؟

 لا نستغرب كثيرا ما حصل في ماليزيا... من اعتقالات وتعديات واساءات على من كانوا يحيون ذكرى سيد الشهداء، رغم انهم التزموا بكل القوانين رغم اجحافها ..فأموال السحت الوهابي التي تنفق على الاجرام والافساد  والتهريب والتزوير ، تؤتي ثمارها في بلاد ليس لها مثل تاريخكم او حضارتكم.. يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُون‏.

ولكن ماذا عنكم يا زعماء مصر ... هل أثر فيكم المال الوهابي القذر الى هذا الحد الذي اخرجكم من مكانتكم وعراقتكم وحضارتكم وتاريخكم؟

وجعل من الشيعة عنصرا مخيفا تخشون منه أن يغير دينكم؟

اليست لكم عبرة في فرعون الذي حكم بلادكم من قبل عندما قالَ ..ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى‏ وَ لْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَساد.

هل تؤمنون بدين محمد أم بدين فرعون؟

ألهذه الدرجة تسللت جراثيم الفكر الوهابي التكفيري الى المجتمع المصري الطيب..

الا تذكرون يا اهل مصر ما خاطبكم به شاعركم الكناني عندما قال:

أَودَت حَياةُ الَّذي أَحياكِ يا مِصرُ         بعد الجِهاد فهل هذا هو الأَجرُ

شهرُ المُحَرَّمِ فيه المُسلِمونَ رموا         بحادِثٍ منه وجهُ الكونِ مُغبَرُّ

فيه قَدِ اِستُشهدَ اثنان فَواحِدهم         في كَربَلاء وثانٍ فيكِ يا مِصرُ

فهل ما يحصل الان  لا يعدو كونه سوى امتداد لما حصل من سحل وقتل بعيد عن ثقافة الشعب المصري ، وهو ما لاقاه الشيخ حسن شحاته ؟

والذي لم يكن سوى امتداد لما ارتكبه الامويون في العصر الأول عندما  وضعوا جسد الشهيد محمد بن ابي بكر في جلد حمار واحرقوه..

لم يشفع له انه ابن الخليفة الأول بزعمهم، ولا انه شقيق ام المؤمنين عائشة..

بل كانت جريمته الكبرى انه يوالي عليا عليه السلام، لذا قتلوه شر قتلة..

إن الشجرة الملعونة في القرآن والتي برز دورها  في أكل كبد الحمزة ، قد تحولت الى جرثومة فتاكة في جسد الامة فكان قتل الحسين، وكان هدم الكعبة، وكانت استباحة المدينة المنورة وكانت سلسلة من الاجرام الذي لا حد له عبر التاريخ،  والتي أعاد احياءها ابن تيمية الحراني الذي حكم عليه فقهاء المذاهب الأربعة في دمشق.. بما حكموا به، والتي تلقفها ونماها محمد ابن عبد الوهاب ، في حلف شيطاني يعمل على تدمير بلاد المسلمين ، واستنزاف قدراتهم، وافساد شبابهم، من كل حدب وصوب. ولم تسلم ارض الكنانة من اجرامهم..

اين هو دور مصر المشرف في محطات تاريخية عندما توجه محمد علي باشا بنفسه لمحاربة أولئك المجرمين فقضى على دولة الاجرام في الديار المقدسة ؟ التي كانت قد اشاعت الاجرام والقتل في بلاد المسلمين ، ولم يسلم من اجرامهم ضريح الحسين في كربلاء..

أين دور مصر حاضنة دار التقريب بين المذاهب؟ وأين أصحاب العلم والفكر والقلم؟ من الذين تطول لائحة أسماءهم؟

أبعد كل هذا التاريخ الحافل.. تتحول البلاد التي بنى مجدها الفاطميون الذين بنوا القاهرة وبنوا الازهر الشريف تيمنا بفاطمة الزهراء عليها السلام، وفتحوا المجال لكل أصحاب العلم والمعرفة وائمة المذاهب كل ينشر ثقافته وعلمه بالكلمة والحوار والاقناع.. تتحول تلك البلاد الى العوبة بيد صبية الوهابية الذين يكفرون كل من عداهم من المسلمين؟ ويفرضون فهمهم الاعوج المنحرف على شعوب المسلمين..

أليس فيكم يا اهل مصر رجل رشيد يمنع هذا المستوى من الانحدار الذي لم يسبق له مثيل؟ تغلقون مسجد الحسين إرضاء لنزوات شذاذ الافاق؟

وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعى‏ فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيم‏

 

 

 

 



  • المصدر : http://www.kitabati.net/subject.php?id=200
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18