• الموقع : كتاباتي- صفحة الشيخ مصطفى مصري العاملي .
        • القسم الرئيسي : كتاباتي .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : رحمك الله يا حاج عدنان... .

رحمك الله يا حاج عدنان...

 رحمك الله يا حاج عدنان...

قبل خمس وثلاثين سنة.. وفي عام 1977 م  كانت بداية معرفتي بعدنان حوماني..

إنه الصهر الجديد لخالي المرحوم السيد عبد الهادي هاشم... ابو حمزة..

لعام 77 خصوصيات في الكثير من الذكريات التي رسمت معالم حياة شاب عاد من النجف الاشرف الى لبنان ليشهد سنتي الحرب الاهلية التي اندلعت في عام 75.. مع ما بعدها..

محطات كثيرة كان لها الاثر، ولا تزال ذكرياتها ماثلة في ذهني منذ ذاك التاريخ..

كنت قد انتقلت الى منزل خالي في منطقة المصيطبة في بيروت لأشارك ولديه حمزة وسمير غرفتهما الصغيرة ..

كانت ام حمزة ترعاني أكثر ما ترعى ولديها..

فلأم حمزة زوجة خالي الاكبر مكانة خاصة عند والدتي..

لقد كان لها دور في رعايتي طفلا صغيرا.. كما تحدثني الوالدة باستمرار .. وها هي ترعاني ثانية شابا انتقل الى بيروت ليتابع دراسته الاكاديمية في الكهرباء والادارة..

كانت تأنس بي علّي أؤثر في بعض أبناءها كما ترغب، وتذكرني انموذجا لهم و كيف كنت امضي وقتي بين الدرس والكلية والمعهد ولا أعرف ساعة فراغ، الا عندما اجلس بعض الوقت مع خالي على شرفة المنزل بعد ان يناديني بحضور بعض اصدقاءه..

كانت تجهز لنا السحور في شهر رمضان قبل ان توقظنا للسحور..

وكانت تلك الليالي بداية معرفتي بعدنان..

كان يسكن في الطابق الارضي من المبنى الذي يسكن فيه بيت خالي الطابق العلوي.

قبل الظهر يعمل في شركة للتأمين..

وبعد الظهر في وزارة الاعلام..

يعتني بسيارته حتى غدا مثلا...

الكثيرون يهتمون بمظهر السيارة الخارجي لناحية اللون والنظافة، أما عدنان فكان داخل محرك سيارته نظيفا كما لا تراه في أي مكان آخر.

هادئ رقيق.. حتى عندما يغضب من شخص او يختلف واياه .. تراه كما لا ترى انسانا غضبانا..

ومرت السنون.. نلتقي في بعض المناسبات..

منذ بضع سنوات قدم للزيارة.. بعد أن ذهب للحج، فصار الحاج عدنان، كما صارت الحاجة هناء.. التي أخبرتني انها تتابع بعض الدروس الحوزوية..

لقد انتقلا من بيروت وسكنا في بلدته المجاورة لبلدتنا ، في الدوير.. وبقي يذهب الى بيروت ويعود، اما الحاجة هناء فتتابع دراستها..

وكان السبت يوم الرحيل..

عاد الحاج عدنان من بيروت ليتفقد المنزل الجديد الذي شرع ببناءه منذ فترة من الزمن وكاد ان يكمله..

صعد الى الطابق الثاني ليتفقد ما تم انجازه..

ولكنه كان على موعد مع الاجل ..

ذهب والدي للمشاركة في تشييعه والصلاة عليه..

اما أنا فذهبت الى مقام السيدة فاطمة بنت الامام الكاظم ( فاطمة المعصومة ) لأزور وأصلي ركعتين أهدي ثوابهما الى الحاج عدنان..

رحمك الله يا حاج عدنان والى روحك الفاتحة. 


  • المصدر : http://www.kitabati.net/subject.php?id=144
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28