• الموقع : كتاباتي- صفحة الشيخ مصطفى مصري العاملي .
        • القسم الرئيسي : كتاباتي .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : ثلاثون عاما.. سباق مع الزمن يا اختاه... .

ثلاثون عاما.. سباق مع الزمن يا اختاه...

ثلاثون عاما.. سباق مع الزمن يا اختاه...
للسباق في عالمنا المادي مقاييسه الخاصة، حيث يقف المتسابقون عند خط واحد، في مكان واحد، وعندما يسمعون صوت الصفارة فإنهم ينطلقون جميعا نحو اتجاه واحد، فيحاول كل واحد منهم أن يصل الى الهدف المحدد لهم جميعا في أقصر فترة زمنية..
هذا ما اعتاد الناس عليه في زماننا في سباقات الركض، والعدو، والسباحة ، والدراجات، وحتى المركبات..
يشعر كل واحد من المتسابقين  ببطء الزمن بعد انطلاقته، وبطول الدقائق بل وبطول الثواني وأجزاء الثانية..
يتمنى كل واحد منهم ان يكون كعرش بلقيس فيصل الى غايته بلمح البصر .. 
ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه.. فالامنيات تبقى في عالم الاحلام، والوقائع المادية هي التي تتحكم بالنتائج.. 
وينظر احدهم الى من سبقه بخطوة بأنه تقدم عليه بمسيرة حياة.. ويحسم الامر في نهاية السباق  بثوان او بدقائق.. وتطوى صفحة السباق بتلك اللحظات ، وقد تكون تجاوزت الاسابيع والاشهر بل والسنين من الاستعدادات والتدريبات، ليبتسم القليلون ويتألم الكثيرون.. 
وقد يصل البعض في حياتنا ضمن رحلة السباق الى قمة الهرم، فيحسب نفسه الها على البسيطة يحيي ويميت، ويمنح الاخرين صكوك الرضا وشهادة الوفاء ومراسيم الغضب.. ويقضي بتلك الحالة عقودا من السنين، واذ به بين عشية وضحاها، يصبح مختبئا كجرذ في قاع الارض ، فيلقى القبض عليه وتعلق رقبته في حبل المشنقة..
او يصبح في قفص على سرير يواجه حكم القضاء، او يكون شاردا متشردا لا يعرف ما الذي سيحل به وهو الذي كان قد رأى نفسه ملك الملوك..
كل اولئك يحسبون ان الزمن قد توقف عندهم.. وإذ بالزمن يكنسهم نحو مزابل التاريخ..
وبين زمن يسير يستبطئه المتسابقون، وزمن مديد يريد بقاءه الحالمون، هناك زمن من نوع آخر مهما طوته الليالي والايام فهو قريب يعيش مع الوجدان..
نعم يا اختاه.. ثلاثون عاما مرت على تلك الليلة..مرت على ساعة الفراق..
أشعر أنها كانت منذ ساعات..
ثلاثون عاما يا اختاه.. انها بالامس القريب كالاحلام..
خاطبتك في العام الماضي وما قبله من الاعوام..
وكان لدي الكثير من الكلام... في هذا العام..
ولكني فضلت الصمت.. فالصمت أحيانا أبلغ من الكلام..
توالت الاخبار علي في هذا اليوم ففضلت الانتظار ..
علَّ الغد يكشف لنا بعض الاسرار .. 
عذرا اختاه ...
 سأكتفي بأن أعيد قراة ما كتبته لك قبل عام وما قبله من اعوام..
 
في ذكراك اختاه الشهيدة .. ننتظر الهلال..فهل نراه؟؟
 
في ذكراك اختاه الشهيدة .. غُمَّ الهلال.
فأذرف دمعة وأقرأ الفاتحة ..
 

 


  • المصدر : http://www.kitabati.net/subject.php?id=134
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 09 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18